الثلاثاء، ٢٦ يونيو ٢٠٠٧

ختم النسر(قصة)0

"أهلا بكم أعزائي الحضور وشكرا لتشريفكم لنا في احتفالنا باليوم العالمي للطفل,والذي يضم المسابقة السنوية الأولى لزحف الأطفال في
مصر 00لذا يرجى على من يريد الإشتراك ان يسجل اسم طفله في قائمة المشتركين000"0
نظرت منى إلى صديقتها سلوى قائلة:
الله 00حلوة الفكرة دي 00يلا نلحق نسجل أسامي العيال0
عيال ايه بس يابنتي00انتي أول مرة تعرفي ولا إيه أنا مسجلة من زمااااااااااان مال أنا جايه هنا ليه؟
ليه؟
عشان ابني يفوز طبعا!!0
شعرت منى بغيظ دفين لم يلبث أن يحفر ملامحة على وجهها وهي تقول:لأ ابني أنا اللي حيفوز..هوا فيه أحسن من علاء؟
علاء مين بس ياحبيبتي00حسن طبعا هوا اللي حيفوز!0
ومدت أصابعها تداعب فم (حسن)قائلة :حبيبي يا كوتوموتو!!00
وأخذ حسن يضحك في بلاهة شديدة 00
أما منى فقد ازداد غيظها وازداد و00"طب حنشوف يا سلوى"00قالتها وغادرت مقعدها في حزم واصرار لتسجل اسم علاء 00وعلى صدرها 00رقد علاء الصغير في سلام مغمض العينين00يظنونه نائما وما هو بنائم0
------------------
في وسط القاعة التي أقيم فيها الحفل نصبت ساحة مربعة بعرض أمتار أربع, ووقفت الأمهات على الجانب الأيسر منها بينما أبنائهم بين أيدي آباءهم في الجانب الآخر يعدونهم للإطلاق-عفوا-الإنطلاق-قبل بدء السباق بدقائق ...وكان من ضمن الأمهات طبعا00منى وسلوى!0
نظرت منى غلى سلوى في تحد00
علاء اللي حيفوز
لأ حسن
لأ علاء
لأحســ00
"استعدوا للسباق00سنبدأ بعد دقيقة واحدة "
قاطع الصوت سلوى بينما منى تنظر إليها نظرة نارية قائلة -مرة أخرى-:حنشوف0
وفي الجانب الآخر امسك الآباء بأرجل أبنائهم استعدادا بينما أخذت أمهاتهم تشير إليهم بألعابهم المفضلة00
"6..5..4..3..2..1..GO"
أفلت الآباء أرجل أبناءهم الذين شرعوا في الزحف بسعادة نحو أمهاتهم00يتقدمهم حسن00
أما علاء , فلم يتحرك قيد انملة ناظرا فيما حوله بغباء شديد وقد ضعف إدراكه بما حوله ..هاهي أمه تشير إليه بسيارة جديدة ..ياللسخافة, لم يعد يحب تلك الألعاب المملة ..خاصة عندما يشعر بالجوع!!0
دلالة ذلك أنه أخذ يربت على بطنه في قوة 00بينما تحترق أمه غيظا لسكونه هكذا كالقتيل!0
--------------------------
...مازال الأطفال يزحفون ,ومازال علاء يربت على بطنه بطبيعة الحال
أما أبوه فقد فهم الأمر بسرعة ...والناظر لحال الأب والإبن لا يكذب المثل القائل:"هذا الشبل من ذاك الأسد"00فالإثنان من ذوي (الكروش)الضخمة والبطون التي لا تمتلىء أبدا!!0
أخذ والده تفاحة -ربما لا يعرف نفسه من أين أتى بها -والقاها في الهواء لتلتقطها منى ..وفهمت منى الخطة طبعا..ونفذ علاء نداء الواجب بما يمليه عليه ضميره الناشيء الصغير00إذ انطلقت الشهقات من أمهات الأطفال و قفزت العيون من محاجر آبائهم00وهم ينظرون إلى ذلك الفيل الصغير الذي قفز قفزة عالية يريد التقاط التفاحة في الهواء..إلا أنه لم يفلح..هبط في نفس الموقع الذي كان حسن يزحف فيه وزحف هو كالصاروخ-إن صح التشبيه-حتى يلتقط التفاحة التي كانت قد استقرت في أيدي أمه00
طبعا تساعده في ذلك (الكافولة )ذات المحركات النفاثة .-عفوا -الروائح النفاذة وغيرها من المكونات العضوية التي لن أسهب في شرحها بالطبع حتى تكمل القراءة دون أن يغشى عليك!!0
و أخيرا ..التقط التفاحة 00وسابقا الجميع00وأخذ الصمت حظه من الوقت بعد ذلك وهم ينظرون إلى الطفل الصغير غير مصدقين00ولم تلبث مشرفة السباق أن عادت إلى رشدها لتهتف في حماس :فاز معنا المتسابق رقم 5 :علاء شريف0
و في غمرة الشعور بالنصر 00احتضنت منى طفلها في فرح وهي تلقيه في الهواء وتتلقطه مرة أخرى00و أبوه يربت على كرشه الضخم ضاحكا في فخر 00 وحسن الصغير انبطح على الأرض منفجرا بالبكاء ضاربا الأرض بيديه الصغيرتين وضاربا اللاشيء في الهواء بقدميه,فأخذته سلوى في غيظ وغادرت بسرعة00
لكن أكبر الخاسرين والنادمين-ربما إلى يوم الدين -هو علاء نفسه الذي اكتشف في نهاية المطاف أنه لن يأكل التفاحة الذيذة00 ذلك أنه مازال صغيرا, ولم تنبت أسنانه بعد, وشعر بالإهانة لتلك المؤامرة الدنيئة التي صاغها أهله في حنكة يحسدهم عليها أرباب الحروب من العسكر -في وجهة نظره طبعا-وتسللت يده لا إراديا تتحسس قفاه لتتأكد من أن ختم النسر موضوع في مكانه00بالضبط0
تم بحمد الله

الأحد، ٢٤ يونيو ٢٠٠٧

مما في النفس

رغبة عظيمة تلك التي تغمرني وتدفعني كي أكتب00
أريد أن اكتب واكتب واكتب حتى أمل الكتابة أو أموت دونها 00
..أريد أن اكتب شيئا مما في النفس
ففي النفس العديد من الهموم والغموم والمشكلات التي تراكمت حتى ثقل كاهلي وضاق صدري ,وليس هناك -بطبيعة الحال-خير من الكتابة لأتخفف من بعض منها
..واستعد لتمتلىء نفسي بالمزيد من الهموم
ثم أعود00
فاكتب مرة أخرى 00
مما في النفس0