عاطفيون00

نعم 00عاطفيون نحن في كل شيء 00لسنا رحماء فيما بيننا -كما يجب ان يكون المؤمنون- ولم نعد بهذه الرومانسية الحالمة حتى نوصف بهذا الوصف,لكن ما إن يتعرض الدين والوطن إلى المساس من بعيد -أو مانظنه مساسا-00تطفوا عاطفيتنا على السطح ,ونجنب العقل والمنطق تجنيبا -وهو مالا يجب ان يكون-فنغضب ونثور والكارثة هنا أن هذا الغضب وهذه الثورة ليست بدافع الإنتماء والنخوة بقدر ماهي بدافع التفريغ00نعم تفريغ ما بأنفسنا من إحباط ويأس واكتئاب00عندما عرض الباب بالإسلام تعريضا..قمنا وثرنا ,وعندما رسمت تلك الصور المسيئة ..قمنا وثرنا ونقول دفاعا عن الدين ,عندما احتل العراق قمنا وثرنا ونقول دفاعا عن الوطن الشقيق,والنتيجة :لا شيء00 كل شيء ذرته الرياح ,لكن عندما يسب كريم عامر الدين والصحابة والأنبياء ,وعندما نفتح معجم وبستر لنجد تعريف كلمة عربي بأنه غبي وخبيث وشرير وزير نساء لم نقم ساعتها دفاعا عن الدين والوطن ببساطة لأننا في البداية غضبنا من البابا والدنمارك وأميركا لأنهم يمثلون الجانب المظلم من أنفسنا والذي يمثل نظرية المؤامرة 00فهؤلاء الثلاثة -وغيرهم طبعا من الدول الخبيثة-هم سبب الفساد والتخلف والأحوال الكارثية التي نعيشها في مصر والعالم العربي دون أن نعد انفسنا طرفا في هذا السبب ولو كنا قد حكنا العقل بالحق في هذه الأمور 00لكانت المشكلة قد حلت دون تلك الحشود الكبيرة التي خربت البلاد أكثر مما عمرتها00لكن يبدو أن العقل لا يجيد مسابقة الحلقات المتتالية من سلسلة العاطفية والتي انتهت بقضية هالة سرحان00وبنات اليل0

المقام هنا ليس مقام شك ولا اتهام00إنه مقام دعوة لتحكيم العقول وإعماله والخروج من نطاق اتهام الأشخاص إلى ملاحقة كل إعلام مبتذل هدام و فضحه أمام الجميع0

بمعنى ان القضية ليست قضية هالة سرحان إنها قضية كل إعلامي يفعل مافعلته هالة سرحان -إن كانت قد فعلته-00لكن يبدو ان الأمر سيمر كا تمر بقية الأمور ويصبح طي النسيان -كالعادة-لتستمر حلقات العاطفية ولتستمر نظرية المؤامرة الأزلية الملاصقة للمبررين وأصحاب الشعارات00والله الهادي0

مع تحياتي00

والسلام عليكم0