بوم تموت الشمس00

اقترب موعد المعركة..تراص الجيشان أمام بعضهما..كل ينظر إلى الآخر في تحد وتوعد ,بينما أخذ بعض الجنود ينظمون صناديق المؤن والذخيرة ..فالمعركة لم تبدأ بعد..اقتربت فقط!!
الجنود كلهم شاكوا السلاح ينتظرون في ترقب ..الجيشان هائلان والمنظر بأكمله يوحي بأن الخطر وشيك وأنها أم المعارك 00
الثامنة والثلث مساءا:
بدأت المعركة ..القتال مستمر والدماء كثيرة ..الأشلاء متناثرة في كل مكان ,من النظرة الأولى بدا من الواضح أن جيش الظلام الأسود يكتسح بينما يتقهقر جيش الضوء الأبيض ...الشمس لم تعد تحتمل .. فبينما نحن نرنو للشفق في انبهار وتأثر لا ندري أن الشمس نزفت الكثير من الدماء
والكثير من دموع الهزيمة الحمراء المرة تتطاير في سماء المعمورة
التاسعة إلا ربع مساءا:
انتهت المعركة وانتصر الجيش الأسود وبينما كان الجنود يحتفلون بانتصارهم اليومي المجيد ..كان امبراطور الظلام يفرد جناحيه الضخمين يغمر بهما الكون ليملئه سكونا مبشرا بحلول الليل , ومع اقتراب الليل من منتصفه تسلل أحد الجنود
أو إن شئنا الدقة :قطعة من الظلام إلى الإمبراطور:
سيدي ..هل سنظل هكذا كثيرا00؟
هكذا ماذا؟
ننتصر ..فيأتي جيوش النهار مع طلوع الفجر لتهزمنا مرة أخرى وهلم جرا0
ابتسم الإمبراطور ابتسامته الأبوية الوقورة التي لا نراها بسهولة وقال:
هذه سنتنا في الكون ..ثم هذا أمر الله ما له من راد ..هل لك أن تعصيه؟
معاذ الله!!0
إذن ..فاصدع بما امرنا جميعا ولاتكن ملولا00
ثم أشار بإصبعه العملاق إلى الشمس التي بدأ النشاط يشملها فأضاءت النصف الآخر من الأرض..إنها تستعد للمعركة إذن:
لا تخف فلن يستمر ذلك طويلا ..لقد قارب موعد موتها00
متى يا سيدي؟
الله أعلم ..لكنها ستموت قريبا ..أشعر بهذا 0
هيا 00عد إلى موضعك من الجيش0
عاد الجندي إلى موضعه قانعا بالإجابة المتكررة..فالموقف يتكرر كل يوم منذ زمن ليس بالقصير!!
بينما هو في موضعه من الجيش ظل الإمبراطور شاردا ينظر إلى عدوه اللدود مرددا كلمته الأخيرة:نعم أشعر بهذا0
الخامسة صباحا:
اصطف الجيشان مرة أخرى ونشب القتال مرة أخرى أيضا وحلت الهزيمة بجيش الظلام ..يبدو أنهم لم يستعدوا للمعركة-كالعادة!!-00أخذت الشمس تظهر في مهابة أمام جيوش الظلام المنكسرة دفاعاتها ليعلن انتصاره ويستعد لهزيمة جديدة!!0